ونحن على أعتاب دخول السنة الثانية ونصفها ونيف معها لتكون مسافة قصر فاصلة بيننا وأخر إستحقاقات إنتخابية ، كانت قد أفرزت نتائج تمخضت عنها تحالفات لتسيير المجالس الكبرى بالجهة ،من طرف الأحزاب السياسية التي حصدت بتحالفها الأغلبية التي خولتها تشكيل مكاتبها ومجالسها بنوع من الأريحية، قد تكون سابقة من نوعها بالجهة أو على الأقل مقارنة بالسنوات الأخيرة التي كنا نتابع فيها نوع من التصادم والإحتكاك والإختلاف العقيم، وصل ذروته بإنشطار المجالس إلى نصفين وكان الفرق بين الموالات والمعارضة يترنح بين عضو أو عضوين في الغالب، وكانت نتائجها في تلك الحقبة أقل مايقال عنها أنها كارثية على الجهة ،وكانت تداعياتها وتأثيراتها قوية على تعطيل وعرقلة التنمية بالجهة، ودفع الجميع بمن فيهم الساسة والسياسيين والساكنة ثمنها غاليا بالتأخير عن ركب التنمية، وجعل جهتنا ومدينتنا الداخلة الجهة تتذيل قائمة المدن والأقاليم من ناحية مؤشر التنمية والإنجاز،وأصبح الفارق بيننا وأخرها يحسب بالسنوات الضوئية لعملها وتكاسلنا،وأستبشر الجميع خيرا بالتحالف المعلن بين جل مكونات الطيف السياسي بالجهة ،وبأن صفحة الخلافات السياسية الضيقة قد طويت نهائيا بل وأصبحت من الماضي ،وأن قطار التنمية قد ركب على سكته الصحيحة، وأنه لازال بإمكاننا تدارك التأخر والتأخير الذي طرأ على عجلة التنمية عندنا لكون الإرادة قوية ولأن الحكمة إنتصرت في الأخير .
إلا أننا وبعد مرور كل ذلك الوقت ونحن في ترغب مستمر ومتواصل، وكلنا أمل ببزوغ ذلك الفجر الذي سنرى فيه على أرض الواقع نتائج مرضية لهذا التحالف ،تتجسد على واقع مدينتنا الجهة المنكوبة ، وفي كل مرة نمني أنفسنا ونصبرها بأن الأمور تسير في طريقها إلى بشرى يزفها مهندسو مسودة الإتفاق المذكور للساسة من صفهم وللساكنة من ورائيهم ،ولكن ظل الوقت يمر ولا أثر ولاعثر .
ومن هنا حق لنا كمواطنين وساكنة ومهتمين ومتعاطين مع الشأن السياسي أن نتساءل عن إمكانية تلمس وتحسس مآل هذا التحالف وهذا الإتفاق وتتبع أثره، ومالذي أنجز منه ومالذي تعثر وعن الذي لم يرى النور بعد،ونرى أنه أن الأوان أكثر من أي وقت مضى لتجلس أطراف الإتفاق من جديد لتقييمه وإعادة النظر فيه، ولما لا صياغة إتفاق جديد وبإرادة جديدة وما العيب في ذلك؟، ليتم تدارك بعض الخصاص، لأن الوقت ينفذ والحصيلة لازالت في نظري المتواضع متواضعة ومتواضعة جدا إن لم نقل صفرية في أغلب المجالات ،فلك أن تتصور مجالس بحجم فيل بحصيلة بوزن نملة ،وا أسفاه على هذه الحصيلة ،وأظن هذا هو رأي الأغلبية لأن الميدان هو من جعلنا نتحدث ونستفيق.
كفاكم ياسياسيينا من الإستهتار بالوقت ،
فمن حقنا أن تصارحونا بما تحقق ومالم يتحقق.
ومن حقنا الإطلاع على ما أنجز من مضامين الإتفاق،
ومن واجبنا تقييم أدائكم لأننا من إنتخبناكم،
وكفاكم من التأخير في تنفيذ برامجكم الإنتخابية،
ولنا الحق كل الحق أن نرفع في وجوهكم الكارت الصفراء علكم تراجعوا مواقفكم، وحتى لاتتمادوا و لتتفادوا إشهار الكارت الحمراء التي باتت قاب قوسين أو أدنى من التلويح بها في حضوركم ،بعد أن أمهلناكم ردحا من الزمن.
وإلا فلتفندوا مايحكى عنكم بلغة الأرقام من ماهو بحوزتكم من ودائع مشتركة مهولة ،عندها نكون معكم ضد كل من تسول له نفسه التجرأ بالإفتراء عليكم فكيف له بمحاسبتكم،وبالمقابل سنعتذر ونقول لاتثريب عليكم،لأننا لن نقبل في حقكم إجحافا ولاغبن ،وأحسنوا يرحمكم الله تدبير صرف هذه الإمكانيات حسب تراتبية وأولويات، بدل هدرها في مشاريع غير مدروسة ولاهي مجدية ، أو في أراض غفر خاوية على عروشها حتى لاتكونوا ك(حلاب ناكتو فى الظاية).
مدينتكم الجهة تستحق عليكم أكثر من الذي منحتموها بكثير ،وعليكم أن تدركو ذلك جيدا قبل فوات الأوان.
فهذه صفارات الإنذار لكم ساستنا وسياسيينا قبل أن ينتهي الوقت فتعلن صفارات النهاية وأنتم لازلتم كما أنتم ،ويبقى وجه مدينتنا شاحب ومغبر، والتي لولا بعض التدخلات لما نفعت معها عمليات التجميل وبقيت مغطاة بالخردوات والمتلاشيات ،وتكون النتيجة بالتالي أن تلفظكم في أول محطة توقف،و بعدها ستطلقكم وتطلق السياسة بسببكم.
معكم أنتم صناع السياسة بهذه الجهة وفي قمرة قيادتها جميعكم أتحدث.
كفاكم صراعات وخلافات وإختلافات لاتصب في مصلحتكم ولافي مصلحة جهتكم.
إجعلوا المصلحة العامة نصب أعينكم.
إنتهزوا الفرصة لتصنعوا معروفا في جهتكم ،فالفرص لاتتكرر دائما،
إجتهدوا علكم تنجحوا فقد طال مكوثكم في المرحلة الأولى.
وحتى لايقال لكم ماقال الأعرابي حين خطب الخليفة
فقال: أيها الناس ينبغي لكم أن تحمدوا الله تعالى على ما وهبكم في فإني منذ وليتكم صرف الله عنكم الطاعون الذي كان يجيئكم.
.
فقال أعرابي: إن الله أكرم من أن يجمعك أنت والطاعون علينا .
مر ما فات من سنوات مدة إنتدابكم بتثاقل كبير، وأزداد تثاقلا بهذه السنة الكبيسة ،ولانريده قطعا بنفس الوتيرة في ماهو أت.
تلكم كانت من باب إسداء النصح،و صرخة مواطن غيور على جهته و غيور عليكم، فلتعذرني جهتي وأنتم في ذلك.
تصبحون على عيون متبصرة لواقع جهتكم .