لطالما كان دور الإعلام المهني و المسؤول الى جانب ادواره في تنوير الرأي العام و النقد البناء و الدفاع عن حقوق المواطن المشروعة هو تنبيه و توجيه المسؤول في تفاصيل سياسة تسييره و تدبيره لخدمة مصالح الساكنة وفق ما يمليه عليه القانون.
وهذا هو ما نصبوا اليه في هذا المقال بعد تداول مقال إخباري بعدد من المنابر الإعلامية حول انطلاق حملة نظافة للقضاء على النقاط السوداء بنفوذ تراب جهة الداخلة وادي الذهب،تحول الى اشهار مجاني لتلميع صورة بعض شركات القطاع الخاص على أنها تقدم خدمات مجانية لمؤسسات الدولة و كأننا في دولة مؤسساتها و مجالسها عاجزة.
ان القارئ للمقال المذكور ينتابه شعور أن المراد هو التسويق لفشل جهة سياسية منتخبة في القيام بمهامها و ان والي الجهة بات يقوم بأدوار المجالس المنتخبة وهو أمر في غاية الخطورة و يمس حقيقة بصورة الوالي بالدرجة الأولى،خاصة اذا تسائل عن الجهة الاي تتحمل في الأصل مسؤولية وجود هذه النقاط السوداء بتلك المناطق؟ و من يملك الصفة الضبطية في ردع المخالفين من مقاولي البناء و ملاك الشاحنات ؟
لا يختلف إثنان أن مساهمة والي الجهة في الدفع بعجلة التنمية المحلية و إصلاح المدينة لها دور كبير لكن بطرق يعرفها جيدا “علي خليل” و عاكف منذ مدة على دراستها بالرغم من وجود جهات خلف الكواليس تسعى جاهدة الى خلق صراع بأي طريقة كانت يكون والي الجهة خصما فيه للمجالس المنتخبة، ولعل تسويق جزء من النفوذ الترابي لجماعة العرگوب على أنه جزء من النفوذ الترابي لجماعة الداخلة ماهو الا الشجرة التي تخفي الغابة.
لقد كنا بهذا المنبر سباقين على امتداد السنوات الماضية في طرح مشكل الأردام و النفايات التي خلفها بناء مشاريع سكنية متاخمة للمدينة و المخالفات التي يرتكبها سائقي شاحنات نقل الرمال و الحجارة،و طالبنا السلطات المحلية و الدرك البيئي بردع هؤلاء المخالفين الذين حولوا جنبات المدينة الى نقاط سوداء لكن ظل الجميع يتهرب من مسؤولياته.
اليوم و قد قام والي الجهة بهذه المبادرة لابد أن نعيد و نذكر سلطاتنا المحلية بضرورة تشديد الرقابة و محاسبة المخالفين لأن حملات النظافة لإزالة هذه الأردام ليست حلا بل الحل هو زجر المخالفين،و إبعاد كل مبادرات السلطة المحلية عن الإستغلال السياسي من هذا الطرف أو ذاك،أو استغلالها من هذه الشركة او تلك لتلميع صورتها و اعطاء نفسها شرعية غير حقيقية على انها شركات مواطنة و مساهمة في تقديم الخدمات مجانا لمؤسسات الدولة.
هي أيضا رسالة وجب على الإعلام المهني المسؤول أن يفهمها خاصة و أنه يعمل بساحة سياسية مليئة بألغام تغذية الصراعات التي يراد منها في الأول و الأخير خلق حجر عثرة أمام عزيمة الراغبين في إصلاح المدينة.