في عيد الأضحى المبارك، يتبادل الناس التهاني والتبريكات تعبيرًا عن فرحتهم واحتفالهم بهذه المناسبة العظيمة. هذا العام، لاحظنا أن معظم التهاني جاءت من الأحزاب الأخرى، رغم اختلاف توجهاتها السياسية واللونية. في حين، كان حزبنا شبه غائب عن المشهد، وكذلك من يرتبطون معنا بالتزامات سياسية أو اجتماعية.
هذه الظاهرة تطرح تساؤلات حول العلاقات بين الأحزاب وكيفية تفاعلها مع المناسبات الدينية والوطنية. فرغم اختلاف الأيدولوجيات، نجد أن الأحزاب المختلفة تتجاوز خلافاتها في بعض المناسبات لتشارك في فرحة العيد، مما يعكس روح التعاون والتلاحم بين أبناء الوطن الواحد، بغض النظر عن الانتماءات السياسية.
أما حزبنا، فقد كان خارج التغطية في هذه المناسبة، مما قد يفسر على أنه نوع من الانعزال أو الانشغال بقضايا أخرى. هذا الغياب قد يؤثر على صورته أمام مؤيديه والجمهور العام، خاصة في وقت يُظهر فيه الجميع وحدة وتضامنًا خلال الأعياد والمناسبات السعيدة.
من جانب آخر، قد يكون لهذا الغياب تفسيرات داخلية تتعلق باستراتيجيات الحزب أو أولوياته الحالية. لكن في ظل الظروف الحالية، يبدو أن مصلحة الجميع تكمن في تعزيز العلاقات والتواصل المستمر، سواء مع الجمهور أو بين الأحزاب المختلفة. فالعيد هو فرصة لتجديد الروابط وتعزيز التلاحم المجتمعي.
إن سياسة “المصلحة تنقضي الحاجة فيليب الجميع” تعني أن العلاقات والتفاعلات بين الأحزاب يجب أن تكون مرنة وتخدم المصلحة العامة، وليس فقط مصلحة الحزب الواحد. ففي النهاية، التعاون والتفاهم هما السبيل لتحقيق التقدم والاستقرار في المجتمع.
ختامًا، يجب على حزبنا أن يعيد النظر في استراتيجياته وتواصله، خاصة في المناسبات التي تشكل جزءًا من الهوية الثقافية والدينية للمجتمع. فالحضور والمشاركة في هذه الأوقات تعزز من صورة الحزب وتؤكد على التزامه بالقيم والمبادئ التي تجمعنا جميعًا.
فإذا كانت المصلحة أصبحت أهم من المواطنين والمناضلين، فإن الحزب يخاطر بفقدان الثقة والدعم من قاعدته الشعبية. لذا، يجب أن يكون الالتزام بالمبادئ والقيم التي تحترم التقاليد والعادات المجتمعية في صدارة أولويات أي حزب يسعى لخدمة المجتمع وتحقيق مصلحة الوطن بأكمله.