هيئة التحرير
في زمنٍ كثرت فيه الأصوات وقلّ فيه العمل، تظل بعض الشخصيات بصمتها أبلغ من كل تصريح، وعطاؤها أصدق من كل شعار. هكذا هي صورة النائب البرلماني السيد محمد الأمين حرمة الله، ورئيس الجماعة السابق السيد صلوح الجماني، الرجلين اللذين تركا أثراً عميقاً في وجدان ساكنة مدينة الداخلة، بما قدّماه من خدمةٍ خالصةٍ للمدينة وأهلها، دون ضجيجٍ أو بهرجةٍ إعلامية.
منذ سنواتٍ، ارتبط اسماهما بالعطاء والعمل الميداني والإنصات لهموم الساكنة. فالأول عُرف بغيرته الوطنية وبدفاعه المستميت عن القضايا المصيرية للأقاليم الجنوبية، والثاني اشتهر ببصماته الواضحة في تدبير الشأن المحلي، وتبنيه لمشاريع تنموية وإنسانية جسدت معاني الإخلاص والتفاني.
ورغم اختلاف الانتماءات الحزبية بين حرمة الله والجماني، إلا أن ما يجمعهما أكبر من أي لون سياسي؛ إنه الانتماء للأرض والولاء للساكنة. فهما يلتقيان في صفٍ واحدٍ، بأجندةٍ واحدةٍ هدفها الأسمى هو خدمة الداخلة وأبنائها، والسير بها نحو مزيد من الازدهار والرقي.
لقد كانا، ولا يزالان، عنواناً للتكامل والتعاون من أجل الصالح العام، في وقتٍ حاولت فيه بعض الأصوات الوافدة على المدينة بثّ الفرقة والتشويش على مسيرة البناء. غير أن وعي الساكنة وتاريخ الرجلين الحافل بالعطاء كانا خير ردٍّ على تلك المحاولات البئيسة.
إن مدينة الداخلة، بما عرف عنها من أصالةٍ ووفاء، تدرك تماماً من خدمها بإخلاص، ومن أحبها قولاً وفعلاً. ومن هنا، يظل كل من حرمة الله محمد الأمين وصلوح الجماني رمزين من رموزها الصحراوية الأصيلة، ووجهين من وجوهها المضيئة التي نذرت نفسها للعمل والإنجاز بصمتٍ، وبعيداً عن الأضواء والمصالح الضيقة.
فمهما اختلفت المواقع والمراحل، سيبقى التاريخ شاهداً على أن هذين الرجلين قد عبّرا، كلٌّ بطريقته، عن معنى القيادة في خدمة الإنسان والوطن.


