كثيرا ما تمنينا أن تكون لنا مكتبة في مدينتنا بحجم ومواصفات المكتبات التي نزورها ونراها ونسمع عنها في المدن والأقاليم الأخرى،وتزداد هذه الرغبة وهذا الطموح بعد أن شاهدنا مؤخرا مكتبة مدينة العيون الجديدة التي تعتبر معلمة حقيقية وإنجاز عملاق بكل المواصفات، ينضاف إلى الإنجازات الأخرى التي بدأ بعضها يتوج بأعلى الأوسمة وينقش وينحت في أكبر المؤسسات المالية وأبو البنوك إن صح التعبير (بنك المغرب)،حيث شاهدنا جميعا العملات النقدية التي تم طبعها مؤخرا في عيد المسيرة ،وتحمل صورة مدخل مدينة العيون والذي يرمز في مجسمه إلى مكانة الخيمة الصحراوية في التراث وتاريخها الضارب في القدم ،وهذا إن دل على شئ إنما يدل على المكانة والتقدير الذي حظيت به جهة العيون الساقية الحمراء ومدينة العيون وللحصيلة المشرفة التي إستطاع مدبرو شوؤنها المحلية والجهوية أن يضعوها فيها ،فتنافست وطنيا وتبؤات الصدارة وكان لها ما كان ،ونافست إقليميا وتؤجت بالجائزة الأولى بقطر ضمن منافسات المدن العربية.
وبما أننا بدأنا نلمس حقيقة لاغبار عليها، أن قاطرة الإصلاح بدأت تركب سكتها في مدينتنا التي نغار لها كل ما شاهدنا غيرها من المدن يتقدم ويحصد ميداليات التكريم وإسمها غير مطروح حتى على طاولة المنافسة،وأستبشرنا خيرا بما بدأه مجلسها الجماعي من مشاريع وإصلاحات بدأنا نلمسها عن قرب،وبمعية مجلسها الإقليمي الذي بدأ هو الأخر يترك بصمته بمشاريع ستزيد بلاشك من جماليتها ،ومجلس جهتها الذي بدأ يضع حجر الأساس لمشروع نموذجي بمنتزه المدينة، سيضفي نكهة جديدة لتعاون بين كل المجالس المتواجدة بالجهة على تنمية وتطوير وإصلاح البنية التحتية لعاصمةالجهة ، والذي كثيرا ما أنتظرناه،وكثيرا ما نادينا به، ونرجو لهذا التعاون وهذا التكامل أن يتسع ويستمر ،و أن يؤسس لتعاون مثمر وشامل ومتكامل، يكون له وقعه الإيجابي على حاضرة الجهة وساكنتها التواقة لمدينة عصرية، تضاهي وتنافس مدن وأقاليم المملكة الأخرى،و التي قطعت أشواطا كبيرة في التقدم والإزدهار،عندها سيلبى مطلبنا بإحداث مكتبة عصرية غنية بمحتوياتها،وستلبى متطلبات كل الساكنة من خلال إحداث كل المشاريع والمرافق الحيوية والضرورية بالداخلة المدينة الجهة .
وبالعودة لموضوع المكتبة الذي نصر ونلح على ضرورة برمجتها وتشييدها ضمن المشاريع الأخرى التي نأمل أن ترى النور قريبا،لتكون صرحا علميا وثقافيا بالجهة. وحتى نكون صرحاء مع أنفسنا ومع قرائينا ،تم هذه الأيام إفتتاح معرض للكتاب بالمدينة ،وإذ نثمن للمديرية الجهوية للثقافة بالجهة هذا العمل الذي يتطلب الكثير من الجهود ، ولكنني للأسف شخصيا لم أتشرف بعد بزيارته ،ولازلت أتردد أ أزوره أم لا ؟بسبب المشاغل التي لاتنتهي، والتي يصعب معها تخصيص وقت للقراءة فأحرى أن تجد وقتا كافيا للتجول في أروقة المعرض ،وتتصفح ماهو معروض من كتب وإصدارات ،ولكون المكتبة الصغيرة بالمنزل لازالت تعج و ملىءبالكتب التي لم يسبق لمسها حتى،ولكون الميزانية لها من الأولويات والضروريات والمخرجات المتزاحمة والمزدحمة بشكل لم يعد لإقتناءالكتب مكانا فيه،ولايجدي نفعا أن تزور المعرض ويقع نظرك على بعض الكتب الثمينة وأنت خاوي الوفاض،ويبقى أملنا كبير في تحالف مجالسنا علها أن توفر لنا ضمن مشاريعها المشتركة والمتكاملة مستقبلا، مكتبة تشجعنا على القراءة بالمجان ، علنا نسرق وقتا لمطالعة بعضها كل ماتوفرت الظروف.